14-09-2020 05:59 PM
بقلم : يسرى أبو عنيز
ترى هل غابت الإنسانية؟ام هل ماتت الرحمة ،والشفقة حتى من قلوب بعض الأمهات؟وهل غابت عنا حتى مشاعر الأمومة ،لدرجة أن يتم القاء أطفال بهذا العمر،ليس في الشارع،بل بالحاوية ،وهو المكان الذي اعتاد الناس على إلقاء النفايات فيه؟.
ترى أي ظرف ذلك الذي دفع هذه المرأة، بالقاء هؤلاء الأطفال، والذين لا ذنب لهم في هذه الحياة ،لصغر سنهم غير أنهم جاءوا إلى عالمنا هذا؟وبحسب ما جاء في الخبر المتداول فإن أحدهم يبلغ عمره السنة والنصف بينما الآخر يبلغ من العمر ستة أشهر فقط.
وبعد تداول هذا الخبر منذ مساء أمس الخميس،والذي جاء كالصاعقة لقسوة القلوب لدى بعض البشر،فكيف إذا كانت الأم،هي من ألقت بفلذة كبدها في حاوية للقمامة،دون أن يرف لها جفن،او أن يحن قلبها على قطعة منها،هم أطفال لم يعوا شيئاً بعد من هذه الحياة،فكان مصيرهم من بداية الحياة هكذا،فكيف ستكون نهاية حياتهم ؟.و
ترى هل دفعت الظروف الإقتصادية ،او الظروف الإجتماعية ،التي تمر بها ،بهذه المرأة لمثل هذه الفعلة البشعة والتي لا تليق بالبشر،ولا حتى بالحيوانات،فكيف بها وهي تلقي هؤلاء الأطفال في هذا المكان،وفي مثل هذه الظروف الجوية السيئة؟.
ألم يطلق أحدهم صرخة استغاثة عندما وضعتهم بحاوية النفايات،او صرخة خوف من عتمة الليل الذي وجدته ستارا لفعلتها ،الم يصرخ أحدهم باكياً ليجعلها تتراجع عن هذه الفعلة،او يجعل قلبها يحن على قطعة منها،الم تحن على طفولتهم التي لم تنضج بعد؟.
يا كانت الظروف وراء هذا الأمر،وأيا كانت هذه السيدة التي قامت بهذا الفعل الذي يخلو من الإنسانية،وأيا كانت صلة القرابة مع هؤلاء الأطفال،سواء أكانت والدتهم،أو أي امرأة أخرى فإن الأمور لا تعالج بهذا الشكل،لأن هذه الفعلة هي جريمة بحق الإنسانية،ويجب المعاقبة عليها مرتين،الأولى من خلال القانون،والثانية من خلال المجتمع،لأن فاقد الشيء دائما لا يعطيه.